تفوق باهر لـ”اتحاد السلة” على “اتحاد الكرة”
أساسه احترافية العمل وحُسن الإدارة
المركز الاعلامي
واضحة وضوح الشمس القفزة النوعية في عمل اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة على نظيره اتحاد كرة القدم، حيث إن الأولى نجحت نجاحا باهرا وقدمت نفسها بكل قوة وأعادت هيبة اللعبة محليا ودوليا وتأهلت إلى نهائيات كأس العالم في الصين، بينما الثانية أي كرة القدم تراجعت بشكل مخيف إلى الخلف وفقدت بريقها تماما، لا بل إن أركان اللعبة باتوا مهددين في أرزاقهم نتيجة التوقف عن العمل لفترة طويلة، وهو ما يحرمهم من تلقي رواتبهم الشهرية بانتظام.
الملفت في مقارنات اتحادي السلة وكرة القدم، أن الأول تفوق على نفسه بوجود لجنة مؤقتة أي أنه ليس هناك أي استقرار إداري ومع هذا عمل رئيس اللجنة محمد عليان إلى جانب زملاء له وحققوا المطلوب منهم في فترة زمنية قصيرة، فيما عانى اتحاد الكرة الذي يفترض أنه ينعم باستقرار إداري تخبطات كبيرة خلال الفترة الماضية وهو ما عرضه للانتقاد الحاد من قبل أركان اللعبة وجماهير الكرة الأردنية مجتمعة.
ولو أن اتحاد كرة القدم يمتلك من الجرأة والشجاعة الشيء القليل، لتواصل مع اتحاد كرة السلة وجلس مع رئيس وأعضاء اللجنة المؤقتة واستمع إليهم في كيفية إدارة اتحادهم، لعل وعسى أن يكتسبوا مزيدا من الخبرات لإدارة أهم اتحاد رياضي في الأردن.
انتقل منتخب كرة السلة إلى نهائيات كأس العالم وحظي بإشادة بالغة الأهمية رسمية وشعبية، فيما يخشى الشارع الرياضي الأردن أن يخرج المنتخب الوطني لكرة القدم مبكرا من التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022 ونهائيات أمم آسيا 2023، عطفا على نتائجه الأخيرة في بطولة غرب آسيا والمباريات الودية التي سبقت ظهوره الرسمي الأول.
يعيش اتحاد كرة القدم حالة من فقدان الثقة مع أركان اللعبة، خاصة أن إدارته لم قطعت حبل الود مع الأندية والمدربين والحكام وحتى الجماهير، فيما اتحاد كرة السلة يجلس بهدوء ويراقب بكل ثقة تحقيق إنجاز جديد لـ”صقور الأردن” في نهائيات كأس العالم وبداية المشوار بداية الشهر المقبل.
تبدو المقارنات ظالمة جدا بين اتحاد عمل حتى يحقق مكتسبات وإنجازات، وبين اتحاد فقد البوصلة في الفترة الأخيرة وأضحت قرارته مبنية على “ردة الفعل” فقط.
النقطة الأهم أن إنجاز منتخب السلة أجبر الشركات على الدعم بكل قوة والوقوف مع منتخب بلادهم، فيما احتجب الداعمين عن اتحاد كرة القدم لأسباب مجهولة أو أن هناك محاولات لإلغاء الاتفاقيات وتقليل الدعم المقدم وهو ما أثر بشكل أو بآخر على استمرارية البطولات المحلية بشكل منتظم، ليضطر أصحاب القرار إلى اتخاذ القرار الأسهل وهو بداية البطولات خلال شهر شباط من العام المقبل، نظرا لعدم قدرة لجنة التسويق في اتحاد كرة القدم البحث عن رعاة متمكنين وقادرين أن يدعموا اتحاد الكرة بما يلزم من أموال.
سيبقى تأجيل الموسم الكروي المحلي لكرة القدم حتى شهر شباط من العام المقبل لعدم وجود الأموال عار على كرة القدم الأردنية، بينما تسير أجندة اتحاد كرة السلة بشكل منتظم لأن هناك لجنة مؤقتة لا تبحث إلا عن رفعة وتقدم هذه اللعبة التي بدأت تحظ بشعبية جارفة واهتمام كبير في الفترة الأخيرة لا بل إنها أصبحت ولعبة الكرة الطائرة الملجأ للجماهير الأردنية في التعويض عن توقف نشاطات كرة القدم.
الحديث عن الفوارق بين اتحادي السلة والقدم كبير جدا، والحل في استعادة بريق كرة القدم الأردنية أن تتغير العقليات التي تدير هذا الاتحاد في أسرع وقت لأن استمرار التفكير بهذا الشكل يعني تدمير ومتواصل وربما انهيار كامل لما تبقى من سمعة لكرتنا المحلية.
وتدور عدة أسئلة في أذهان الجماهير الأردنية بشكل عام أهمها: ألا يشعر الاتحاد الأردني لكرة القدم وإدارته بالخجل والحسرة من إنجاز اتحاد السلة بتأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم؟! ومتى سيأتي الوقت المناسب التي تستعيد فيه الكرة الأردنية أندية ومنتخبات هيبتها؟! أسئلة عديدة تدور في خلد الجماهير الأردنية وتنتظر الإجابة من أصحاب القرار في اتحاد الكرة، متمنين أن تنعم الكرة الأردنية بالاستقرار وتعود إلى وضعها الطبيعي في أسرع وقت ممكن.