المرض ليس عيبا و”الهروب” أو الاستهزاء به خيانة وطن في معركة كورونا
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفارّ من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف) رواه أحمد.
نعم نحن في الأردن، نعيش حالة “الزحف” أو الحرب في معركة كورونا، والذي يخوضها الوطن بشرف على جميع المستويات، وتحول فيها ملكينا المفدى، الى جنود الوطن، في الدفاع عن حمى الأردن وسلامة الأردنيين، ووقف على رأس الإجراءات الحكومية الوقاية لمنع تفشي فيروس كورونا التي جاءت بمستوى الحدث، بل تفوقت على إجراءات دول متقدمة في هذا الإطار، لتظهر المسؤوولية الوطنية في أعلى درجاتها، ليشاركها المواطنون الواقع والنفير العام، من رص الصفوف، ورفع الروح المعنوية، والتسلح بالأسلحة الوقائية، سواء بالتزام المواطنين الحجر المنزلي-#خليك_بالدار-، أوباتباعها الوسائل الصحية واجراءات السلامة العامة، سواء في منازلها، أو عند خروجها الى شوارع الوطن، في فترة رفع حظر التجول، وتبدي الجاهزية لمقاومة الفيروس، وتمضي وفق القاعدة الصحية:”كل شخص مصاب حتى يثبت شفاؤه”، وتخوض المعركة الوطنية بهمة وصير وإرادة وطنية، لتجاوز الوطن هذه المحنة وهزم الوباء العالمي.
المرض ابتلاء من الله
المرض ابتلاء من الله عزوجل، والمرض ليس عيبا، وهو قدر من الله لا هروب منه، والإصابة بفيروس كورونا-حمى الله الوطن والشعب-، واردة في ظل تفشي الوباء العالمي، الذي وصل عدد المصابين فيه إلى 1.478.288، وأودى بحياة 86.744 حول العالم.
ولعل ما يبعث أمل الشفاء في نفوس المرضى بالأردن، وقوف جميع الأردنين قيادة وأجهزة رسمية ومؤسسات عسكرية وأمنية وشعب إلى جانبهم، واتباع أهم وسائل الكشف عن “كوفيد 19″، وسرعة التعامل معه بتوفير أجواء الحجر الصحي المثالية في فترة حضانة الفيروس، وكذلك اجراءات العزل الامثل، وتقديم الرعاية الصحية على أعلى درجاتها للوصول الى الشفاء التام.
لذا وجب على كل مواطن، يشعر بأعراض “كوفيد19” المعروفة، ضرورة مراجعة الجهات الصحية المعلن عنها، وإجراء الفحوصات اللازمة، والاهم بعد ثبوت الإصابة –لا قدر الله-، إلتزام العزل الصحي وتلقي العلاج واتباء الوصفات والارشادات الطبية، ليأتي الدور على المواطنين غير المصابين، وضرورة الالتزام بالاجراءات الوقائية الصحية، ومساعدة الاجهزة المسؤولة في التبليغ عن حالات تعيش وراء “ستار الخجل”، وثقافة العيب، وتحليه بأعلى درجات المسؤولية تجاه نفسه ، وتحملها تجاه عائلته وجيرانه، بإلتزامه الحجر المنزلي،ـوالابتعاد قدر الإمكان عن مخالطة غيره، واتباع الارشادات الصحية الوقائية، لأن حماية الوطن مسؤولية الجميع، ولان الشعب “حارس مرمى” الوطن في معركة كورونا، تنفيذا لقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم : “إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها”.
الهروب خيانة وطن
نحن هنا لسنا بمعرض انتقاد أحد، أو توجيه الاتهام الى أحد، خاصى في فوضى الروايات التي تناقلها رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وسموا أشخاص مصابين بالفيروس، ورفضوا تسليم أنفسم أو أو ذويهم، وإنما ن نؤكد على كلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المقام، حين قال: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، إلا الهرم”، ونشدد أن من الواجب الوطني في هذه المعركة المصيرية التي يعيشها الوطن، أن يتعاون الشخص المصاب أو المشتبه بإصابته، أو الشخص المصاب أو المشتبه بإصابته من ذويه، بسرعة التوجه الى الجهات الصحية المعنية، وإجراء الفحوصات اللازمة، والتقيد بالحجر أو العزل الصحي، وتلقي العلاج اللازم حتى يتماثل للشفاء، اما الهروب من الحقيقة، تحت ستار “الخجل”، يعني خيانة للوطن، وذلك عدم قيامه بواجبه الوطني كجندي مسؤول عن حماية نفسه ووطنه، وساعد “العدو” فيروس كورونا بالتوغل في أرض الوطن، وأضر بسلامة الوطن والمواطنين بمساهمته في نشر العدوى والوباء، الذي يلحق-لا قدر الله- الخسائر البشرية والمادية بالوطن، لذا كل مواطن جندي في معركة “كورنا”، وواجبه الدفاع والتضحية والفداء عن أمن وسلامة الوطن..
“جيل كورونا 19”
جيل “كورونا 19″، يمثلهم ثلة من الأشخاص المستهزئين للأسف في وطننا الغالي، والذين لم يلامس الشعور الوطني، ولا محنة الوطن الأصعب شغاف قلوبهم، يعيشون الأزمة وكأنها مسرحية ساخرة، يتجردون من ابسط المشاعر الوطنية، ويحولون المشهد والأزمة والكرب ومعركة الوطن ضد الوباء العالمي، بأساليب صبيانية تفتقد الوعي، إلى صور ومشاهد ومقاطع فكاهية وتعليقات فارغة المعنى والمضمون، يملؤون فيها وقت فراغ تفكيرهم المحدود، وينشروها عبر وسائل الاتصال الإجتماعي، ويروجون للإشاعات والاكاذيب، وينشرون الذعر وتهويل وتزوير الحقائق، ويعبثون بخصوية المرضى وعائلاتهم من خلال نشر اسمائهم، وبث عبارات السخرية باسماء المرضىى وذويهم، ويضربون بعرض الحائط، الإجراءات الحكومية الوقائية ضد كورونا، تجدهم يعبثون هنا، ويخرقون أوامر حظر التجول هناك، مما يجعلنا نناديهم بـ”الطابور الخامس” في معركة الوطن الشرسة ضد “كوفيد19″، والذي وجب علينا محاربتهم، ووجب على الجهات المسؤولة وئد محاولاتهم الصبيانية العابثة بمعنويات وخصوصيات المواطنين، واقتلاعهم من جذورهم، وإرسالهم الى مصانع الرجولة وما أكثرها في وطننا الحبيب، لعل رجولة اطفال الوطن، وهم يستقبلون جنوده البواسل من أفراد الجيش والأمن بالورد، لحظة اطلاق صافرات إنظار بدء حظر التجول في جميع المحافظات، أو نماذج الشباب في مبادراتهم الوطنية الإنسانية، تصفع ماء الحياء في وجوهمهم، وتعيد لهم وعيهم، وترفع مؤشر المسؤولية الوطنية للإنضمام الى جيش الوطن في معركة “كورونا”.