جماهير الوحدات … اللوحة الأجمل في العالم
خاص-المركز الإعلامي
لوحة الموناليزا، تلك اللوحة التي بقيت حديث العالم، منذ أن قدمها الفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي بالقرن التاسع عشر إلى يومنا هذا، لما تحمله من معاني الروعة في الإبداع والإتقان، والتي ما تزال ظاهرة في الرسم، يقف رساموا العالم عند دراستها، لما اختزلت معاني الجمال في شخصية إمرأة تبتسم، وترتسم في عيون المشاهدين الكثير من زوايا الفن والاحساس في دقتها التي تقترب إلى الواقعية، حتى قال عن اللوحة وعن دافنشي الشاعر والناقد الفني الفرنسي “بودلير”: يا مرآة عميقة فاتحة تلوح فيها فاتنات الملائكة بابتساماتهن الغامضة من خلال جبال الجليد وأشجار الصنوبر التي تحاصر بلادهم”، وشكلت “الموناليزا” حافزا مهما للفنانين في تلك الحقبة، لابتكار طرق جديدة في الرسم، بمنطق الإبداع والإقناع ومحاكاة طاقاتهم العميقة في التفكير والتميز، وإطلاق العنان لمكنونهم في التأمل والتخيل نحو أنماط فنية جديدة، وإن لم يستطيعوا الوصول إلى روعة الموناليزا، التي تتكلم بلغة الواقعية، والحيوية والشاعرية، والغموض بشخصية متقدة حالمة بالحياة، والتركيز على التفاصيل التي تبرز مشاعر الإبداع، على خلاف أقران دافنشي الذين اتبعوا أنماط تقليدية، تعج بالإيماءات والايحات التي تخلوا من شاعرية الإبداع في رسوماتهم.
وذلك تماما، كما فرضته جماهير الوحدات منذ طوفانها الهادر إلى ملاعب الكرة بالعام 1980، وانغمست في حالة حب لا تتكرر مرتين مع ناديها الوحدات، تماما كالموت والولادة، وعبرت عن ذلك الغرام بوفاء وانتماء قل نظيره، عبر زحفها المهول إلى المدرجات المحلية والعربية والقارية خلف فريق الكرة الأول خاصة، وجميع فرق النادي الرياضية ونشاطاته وفعالياته، في حلها وترحالها واينما حلت وارتحلت، وجرت دماء “الأخضر” في عروقها، شيبا وشبابا ونساء ورجالا، وفرحت من قلوبها لانتصاراته وانجازاته، التي كبرت معها احلامه، حتى غدت “القلعة الخضراء” صرحا وطنيا شامخا بالانجازات الرياضية والثقافية والاجتماعية، وفي الوقت نفسه بكت بحرقة، وذرفت دموعها دما في “كبوة” فرق الوحدات.
وكما الموناليزا، تعج بكل مفاهيم الإبداع والجمال حتى يومنا هذا، ترى جماهير الوحدات ترتدي الثوب نفسه، وما الموناليزا قدمت اروع معاني الواقعية، والحيوية، والشاعرية في مكنونها الجمالي، تجد تلك المفاهيم تتسرب في أعمال جماهير الوحدات على اختلاف مسمياتها وروابطها، وتتفق جميعها على حب الوحدات، وتتسابق في تقديم أروع المعاني النابعة من الوجدان، في اهازيجها التي تحولت “أغاني” شعبية في حالات الفرح، منذ الثمانينات إلى يومنا هذا، وقدمت فنا ساميا يستحق أن نتوقف عنده طويلا، وواكبت تطور الحياة وتسارع عجلتها، وأظهرت أدق التفاصيل التي تبرز مشاعر الإبداع كما “الموناليزا”، في أهازيجها وتقليعاتها “وتيوفوهاتها”، التي تنقلت من مشاهد التنافس الرياضية، إلى عناوين وطنية بارزة في مجتمعنا المحلي في لوحات تسيطر على ذاكرة الساحة المحلية الرياضية والاجتماعية.
جماهير الوحدات مدرسة فنية جديدة للإبداع، تجدها واضحة في عبارات: “الي ترك مدرسته..وترك اشغاله..ولي دفع تذكرته من رزقة عياله”، و”مش قصة دوري ولا قصة بطولات…”، وغيرها من معاني العشق والهوى”الأخضر” في عديد الأهازيج والعبارات، تفننت جماهير الوحدات في رسمها بالمعاني والكلمات و”التيفوهات” بريشة حضارية مثالية، ولعل ذلك يتضح في تعاليها على جراحها، وأوجاع قلوبها في ضياع لقب الدوري “2021” الذي كان بين أقدام اللاعبين، في مباراة الجولة الأخيرة أمام العقبة، وعاشوا لحظات عصيبة من حرق الأعصاب، وقذفوا في “نار الانتظار” لنتيجة الرمثا والجزيرة التي جاءت “رمثاوية” بالنتيجة واللقب، وتصرفت بروحها الرياضية المعهودة، وضغطت على جرحها، ونادت “أبوزمع” ولاعبيه، وشخصت الموقف بعبارات حضارية، وتصرفت بأخلاقها وروحها المتيمة بغرام نادي الوحدات، بعيدا عن الشتائم والتصرفات المرفوضة رغم أنها “على حق”، وهتفت بصوت واحد:” جيناكم لأجل الشعار..ضيعتوا الدوري باستهتار”، وقدمت على مرآى الملايين من متابعي المحطات الفضائية، “موناليزا” على طريقتها الوحداتية في “تيفو”:” ليس حبا فقط بل غراما”، لخصت فيه العلاقة الروحانية التي تربط الجماهير الخضراء بنادي الوحدات على مدى التاريخ.
وتكلم الإبداع بلغة خضراء واضحة، في مساعي الجماهير لتحفيز منظومة فريق الكرة الأول من جهاز فني ولاعبين، قبل ديربي الكأس يوم غدٍ الأحد، عندما تواجدت في إحدى تدريبات الفريق التحضيرية، وملأت الدنيا بأهازيجها و”تيفوهاتها” التحفيزية، ورسمت لوحة جديدة من إبداعاتها في رسالة عميقة المعنى لدى اللاعبين، وذلك من خلال “تيفو”:” أساطير الوحدات تخلد في ذاكرة الجماهير”، بهدف تحفيز اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، وتفانيهم من أجل إسم وتاريخ وشعار وجماهيرية نادي الوحدات.