المحفظة الوطنية لنادي الوحدات
أخبار الوحداتعن الوحداتنشاط كرة القدم

بيت فجار… عندما يحوِّل الاحتلال حلم الأطفال إلى جراح

خاص – المركز الإعلامي

في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، حيث يفترض أن يملأ ضحك الأطفال وصراخهم البريء أرجاء الملعب، تحوّلت أحلامهم إلى ركام. ملاعبهم التي كانت ملاذًا آمنًا لم تسلم من قسوة الاحتلال، الذي لا يفرّق بين مدرسة وملعب، بين طفل وشاب.

أحلام تُحطَّم بدلًا من الكرات
تخيّل طفلًا في العاشرة من عمره، يستيقظ كل يوم متحمّسًا لحصة التدريب، يحلم بأن يصبح لاعبًا مشهورًا، يلهو مع أصدقائه بكرة بالية لكنها ثمينة في عينيه. ثم فجأة، يجد أن الملعب الذي كان يلعب فيه قد دُمّر، ليس بسبب حادث أو عاصفة، بل لأن جيش الاحتلال قرّر أن أحلام هؤلاء الأطفال “تهديد” يجب إيقافه!

هذا ما حدث في أكاديمية بيت فجار الرياضية، التي تخدم أكثر من 300 طفل، وتوفّر لهم مساحة آمنة للعب وتنمية مواهبهم برسوم رمزية، لأن معظمهم لا يستطيعون تحمّل تكاليف الأندية الخاصة. يقول أحد المدربين:
“هؤلاء الأطفال لا يلعبون كرة قدم فقط، بل يلعبون بأحلامهم. عندما تُدمّر ملعبهم، فأنت لا تحطم أرضية من الإسمنت، بل تحطم قلوبهم.”

لماذا يستهدف الاحتلال حتى ملاعب الأطفال؟
لأن الاحتلال يدرك جيدًا أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل أداة لصناعة الأمل. الطفل الذي يتعلم في الملعب العمل الجماعي، والانضباط، والإصرار، هو نفسه الذي سيرفض الظلم عندما يكبر. الاحتلال لا يريد لجيل جديد أن ينشأ واثقًا من نفسه، قويًا، قادرًا على مواجهة التحديات.

وماذا بعد…
لا تقتصر ممارسات الاحتلال الصهيوني على الجوانب السياسية أو العسكرية، بل تمتد لتطال الرياضة الفلسطينية بكل أركانها. فقد وثّقت مؤسسات حقوقية محلية ودولية مئات الانتهاكات التي استهدفت الرياضيين: من اعتقالات تعسفية، وإصابات مباشرة بالرصاص الحي، إلى منع السفر للمشاركة في بطولات خارجية. كما لم تسلم الملاعب والمرافق الرياضية من العدوان، إذ تعرّض العديد منها للقصف والتخريب، وتم تقييد دخول المعدات الرياضية، وحرمان الأندية من الدعم.
في نظر الاحتلال، حتى الرياضة تُعدّ خطرًا إن حملت هوية فلسطينية أو رُفع فيها علم فوق مرمى.

ومع ذلك، يواصل الرياضيون الفلسطينيون ممارسة شغفهم وسط الركام، مؤمنين بأن الرياضة في فلسطين ليست مجرد لعبة… بل شكل من أشكال المقاومة.

الفلسطينيون لا يستسلمون
رغم الدموع والألم، يعود الأطفال والمدربون إلى الملعب، يجمعون الحجارة المتناثرة، يُصلحون ما تبقّى من الشباك، ويستأنفون التدريب، لأن رسالتهم واضحة:
“سنلعب، حتى لو كان الملعب ترابًا، وسنحلم، حتى لو حاولوا قتل أحلامنا.”

نحن أيضًا علينا أن نلعب دورنا
هذه ليست قصة فلسطينية فقط، بل قصة إنسانية. كل طفل في العالم له الحق في اللعب، في الأمان، وفي أن يحلم دون خوف. وعندما نرى ظلمًا كهذا، لا يكفي أن نحزن، بل يجب أن نرفع أصواتنا، ننشر القصة، ونسأل: أين الضمير العالمي؟
“قد يكسر الاحتلال الملاعب، لكنه لن يكسر إرادة الأطفال الذين يعيدون بناءها بحجارة الأمل.”
شاركوا القصة، لأن الصمت يعني التواطؤ.

خط الوحدات - أمنية
زر الذهاب إلى الأعلى