كرة القدم الأردنية “بين نارين” .. الاستمرار أو الإلغاء
كرة القدم الأردنية “بين نارين” .. الاستمرار أو الإلغاء
أصبح نشاط كرة القدم في الأردن مثير للشفقة والحزن، ذلك أن أصحاب القرار بما يخص مسألة عودة البطولات الكروية من عدمها “مشوشين” فكريا، وهو ما سبب إرباكا لدى الأندية ومدربيها ولاعبيها، فلا أحد يمكنه الإجابة على سؤال يتردد كثيرا مفاده:” هل يستكمل الدوري أم يلغى”؟!.
واضح وضوح الشمس أن جائحة كورونا التي داهمت العالم ككل، ليست سببا رئيسيا في لجوء اتحاد الكرة إلى الإلغاء، ذلك أن سوريا الشقيقة التي لا تبعد عنا سوى دقائق معدودة استكملت البطولة في ظل ظروف سياسية واقتصادية ومالية قاهرة، لأنها تريد المحافظة على كرتها وحمايتها من الاندثار، فيما اتحادنا يتذرع بأعذار واهية لا يقبلها عقل، وهو ما يفرض عليه أن يكون واضحا وشفافا إلى أبعد الحدود في مكاشفة الأندية بدلا من المماطلة وكسب الوقت، وهو الأمر الذي يشكل ضربة قوية للأندية والمنتخبات الوطنية واللاعبين على حد سواء، إذا ما كان التفكير فعليا بإلغاء بطولة الدوري هذا الموسم والبدء من جديد مطلع العام المقبل 2021.
لا يعقل أن تكون الأوضاع المالية سببا في التأثير على المدربين واللاعبين وعائلاتهم، فهم لا ذنب لهم في هذه “المحنة” التي تحتاج إلى تضافر الجهود، وتحمل اتحاد الكرة المظلة الواقية للجميع مسؤولياته كاملة في تدبير أموره، والنهوض بكرة القدم الأردنية إلى أعلى المراتب، فالرياضة وجدت للمحافظة على الشباب وإبعادهم بشتى الوسائل والطرق عن الانحراف، وهو ما يعني ضرورة تأمين المبالغ المالية اللازمة لاستكمال بطولة الدوري حتى لو كانت في المرحلة الأولى “بدون جماهير” بناء على القرارات الحكومية الأخيرة.
مطلوب من الحكومة أيضا أن تقف إلى جانب الأندية والمنتخبات واللاعبين والذين لطالما ساهموا في رفع اسم الوطن عاليا، خلال مشاركاتهم في المحافل العربية والآسيوية والقارية، فما يتردد أن لا اهتمام يذكر من قبل صناع القرار بالقطاع الرياضي بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وهي التي تحظى بشعبية جارفة محليا وعالميا.
جميل جدا أن يخاطب اتحاد كرة القدم الأندية بلغة واضحة ومفهومة، فكما طلب منهم تشكيل رابطة للأندية، والبحث عن رعاة جدد للمساعدة والاستمرارية وجب عليه أن يتخذ قرارا نهائيا بما يخص استمرار الدوري من عدمه، فلا يعقل يرمي اتحاد كرة القدم حمله كاملا على الأندية أي بما معناه يقول لهم:” دبروا حالكم” ويتخلى عنهم بكل سهولة، ولا بد من الوقوف إلى جانبهم في هذه الفترة الحرجة التي تعني الشيء الكثير، وإذا كان اتحاد الكرة لا يعلم أن هذا الكرة الدائرية هي مصدر رزق للمدرب واللاعب والحكم وعائلاتهم فتلك مصيبة كبيرة يجب الوقوف عندها مطولا.
كثيرة هي الاجتماعات التي جمعت اتحاد الكرة برؤوساء الأندية المحترفة، إلا أن المخرجات كانت “صفرا”، فلا تقدم يذكر على صعيد أي من الملفات التي نوقشت، ودائما ما تتقدم كلمة “تأجيل” إلى وقت لاحق كل البيانات التي تصدر وهو ما يؤكد أن هناك عدم جدية في وضع الحلول الجذرية التي تعيد الأمور إلى نصابها خاصة أن زمن “الترقيع” ولى إلى غيرة رجعة.
لا نريد أن نحمل كل مشاكل الكرة الأردنية للاتحاد، فالأندية كذلك تتحمل جزءا من المسؤولية لأنها اعتمدت فقط على المبالغ المقدمة لها، دون اللجوء إلى تشكل لجان تسويق قوية ومحترفة قادرة على رفد خزينتها بأموال إضافية ستكون طوق نجاة لها في هذه الأوقات الحرجة.