عندما تنحرف بوصلة صحيفة يومية نحو الفتنة والتفرقة
خاص-المركز الاعلامي
كمال زكارنة
تعودنا في العمل الصحفي الذي نمارسه منذ اكثر من ثلاثين عاما،ان يكون المسؤول في التحرير مدافعا شرسا عن قضايا الوطن وعن تماسك نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية،وتجنب كل ما يمكن ان يتسبب في بث سموم الفرقة والفتنة بين ابناء الشعب الواحد،لان الجبهة الداخلية الحصينة المنيعة،هي درع الوطن وحاميه والكفيلة بافشال اية محاولات خارجية لتنفيذ مخططات معادية للوطن،وان اي اختراق للجبهة الداخيلة لا سمح الله،يعود بالويل على الجيمع.
قالها جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله..من يعبث بالوحدة الوطنية الاردنية فهو خصمي الى يوم الدين،وكلنا نعلم حرص جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين على الاردنيين ووحدتهم وتماسكهم وتعزيز الجبهة الداخلية وقوتها في وجه المخططات المعادية،وان لا يتم فتح اي ثغرة في جدارها وافشال اي مخطط يستهدف الوطن والمواطن.
ان القدرة على تحديد وتشخيص المصلحة الوطنية وفهم وادراك ما هو ضار وما هو نافع،من اهم مواصفات اي مسؤول وخاصة في مجال الاعلام والصحافة،نظرا لخطورة المنشور وفائدته في نفس الوقت،وعندما تحصل مشكلة معينة داخل المؤسسة الصحفية ،او بين الصحفي واية جهة اخرى من مصادره الاخبارية او تعترض جهة على ما ينشره الصحفي في جريدته ،وهذا يمكن ان يحصل يوميا ، اذا كان هناك عمل صحفي،فان من واجب المسؤول ان يلم المشكلة ويحتويها وينهي الموضوع ويدفنها،ومن غير المعقول والمنطق ان يكون المسؤول هو صاعق التفجير للمشكلة ،وان يتصدر المشهد في تقديم وتبني اتهامات وافتراءات ضد مئات آلاف المواطنين موجها لهم تهم الارهاب والفساد الاخلاقي،ويحاسبهم على جريمة اختلقها هو ولا علم لهم بها، ولم يكونوا متواجدين في المكان الذي اقيمت فيه المباراة والبلد الذي اقيمت فيه،وحملهم وزر لا علاقة لهم به،وقد اساء للوحدة الوطنية والرياضة الاردنية بشكل عام.
قادة الرأي العام يجب ان يكونوا على مستوى من الوعي والثقافة والادراك والوطنية تمكنهم من التعامل مع القضايا الوطنية بشكل لائق،فعندما ينشر الخبر في الجريدة يأخذ صدى وابعاد تختلف عن ردات الفعل بين المواطنين انفسهم،وعلى قادة الرأي ان يصوبوا الخطأ وان يتعاملوا مع الحدث كما تتطلب وتستوجب المصلحة الوطنية ،بعيدا عن المواقف والرغبات والامنيات الشخصية.
ان الاعتداء على كرامة وحق مئات الالاف من المواطنين ،وكيل الاتهامات لهم ونعتهم بمواصفات وصفات وسلوكيات غير اخلاقية ،يتطلب تخدلا فوريا من قبل الجهات المسؤولة والمعنية بالاعلام والصحافة تحديدا ،وتصويب وضع الصحيفة باجراء التغييرات اللازمة على الفور دون تأخير..عاش الاردن وعاش جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وعاشت الوحدة الوطنية الاردنية المقدسة.