جماهير الوحدات…حضارة ونضارة
خاص-المركز الاعلامي
“أنا يوسف يا أبي”، هي مقولة ترتبط ذهنيا بحالات الظلم الواقعة على نادي الوحدات وفرقه وجماهيره الرياضية، منذ أن اكتسح اللون الأخضر منافسات “المستديرة”، وفرض نفسه قطبا مهما للكرة الأردنية، يحصد البطولات حتى تعددت كؤوس المسابقات الوحداتية في خزائن النادي، والمقرون بمد جماهيري غير الكثير من المفاهيم في ملاعب الكرة الأردنية، وأعطى المنافسات رونقا ومتعة قل نظيرهما في الملاعب العربية والقارية والدولية، بالتشجيع المثالي المزدان بالروح الرياضية العالية، وقدمت الجماهير الخضراء وما تزال، لوحات مهمة غنية بالافكار والأهازيج و”التقليعات” حيثما حلت فرق نادي الوحدات وارتحلت.
هذا الجمهور الوفي، والعاشق المتيم لكل ما له علاقة بـ”اللون الأخضر”، وعنصر فاعل في تحفيز وتشجيع المنتخبات الوطنية، يستحق من وسائل الإعلام تسليط الضوء عليه، وحالته المتفردة في انضباطه وسلوكه ومثاليته في التشجيع وتحليه بالروح الرياضية، والوقوف طويلا عند حالة الإبداع التي لا تتكرر مرتين، في أهازيجه و”تقليعاته” و”تيفوهاته”، حتى وإن جاز التعبير ، أن جماهير الوحدات أضافت للفن وإمتاعه، فنا جديدا خاصا بجماهير الوحدات في مدرجات مختلف الملاعب والصالات الرياضية، وقدمت نفسها نموذجا يحتذى بها في التشجيع ، وجب على وسائل الإعلام إبرازه وإظهاره بثوبه وشكله الذي يستحق، بدلا من أن تقوم بعضها بمحاربته، ومحاولة إحباط انطلاقته، كما فعل بعض المتربصين ولم ينجح في وقف انطلاقة فريق الكرة الاول صوب المنصات في اكثر من مشهد.
لذا يجب على بعض وسائل الإعلام ان تعرف، بأن جماهير الوحدات العنوان الأبرز، للحضارة والنضارة على اختلاف مسمياته ومجموعاته، وهو الحضارة الراسخة على المدرجات منذ الطوفان الجماهيري الهادر إلى مدرجات الملاعب، مع أول ألقاب فريق الكرة عام 1980، وإن تواجد مع رحلة الصعود والهبوط في السبعينيات، وجمل صالات منافسات الطائرة الإسفلتية، وبقي الرقم الصعب وعلامة الجمال الفارقة منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، وغير شكل الحضور الجماهيري مضيفا إليه النضارة والجمال، سواء في زحفه إلى ملاعب الكرة، وصالات الكرة الطائرة وكرة السلة مؤخرا، وغيرها من المسابقات الرياضية، وقدم واجبه الوطني بتميز في دعم المنتخبات الوطنية الرياضية، لذا حضارته ضاربة في عمق المنافسات الرياضية على امتداد التاريخ.
لذا نؤكد ان جماهير الوحدات خط أحمر، لا نسمح بالإساءة إليها، أو الاقتراب من مثاليتها وأخلاقها الرياضية العالية، على غرار ما فعلت بعض وسائل الإعلام، التي تناست دورها في التعليم والتوجيه، ورمت مهنيتها وموضوعيتها وحياديتها خلفها، وضربت بأخلاق مهنتها لاسيما الشفافية والمصداقية عرض الحائط، وهي تزج جماهير الوحدات في أحداث الشغب التي رافقت مباراة فريق الكرة أمام السلط، وهي بالأصل ليست طرفا فيها، في محاولة بائسة منها لإفساد فرحتها بفوز “ماردها الأخضر” الذي جاء برائحة “الزعتر” في تلك المباراة، وأحكام قبضته على صدارة دوري المحترفين لكرة القدم، لكن لا يعلمون أن كل المؤمرات تسقط أمام جماهير الوحدات الوفية.