الوحدات “عودة بعد ذهاب” وعروض تسحر الألباب في دوري أبطال آسيا
"البوصلة" نحو المسابقات المحلية..
خاص-المركز الإعلامي
حالة عشق فطرية، وحالات خيالية، تلك العلاقة التي تربط جماهير الوحدات بناديهم وقلعتهم الخضراء، وتتكلم آغاني وأهازيج الجماهير عن واقع يربط الطرفين-الفريق والأنصار، في حالة عشق لن تتكرر، أو من الصعب أن تعاد مرتين، مثل الموت والولادة، ذلك المعنى في الكلمات، والذي يترجمه رجال الوحدات داخل المستطيل الأخضر، وتتحول إلى وقود للعطاء من قبل اللاعبين بدوافع الانتماء، ولعل ذلك يترجمه ما قيل من جماهير الوحدات:” كبرنا على حب الوحدات”، و”لي دفع تذكرته من رزقة عياله”، و”وموال حبك انت وبس في قلبي”، مما جعل عزيمة اللاعبين حمما بركانية تتفجر، وعلى طريق الابداع تتبختر، وفقا لما حدث في مشاركة الوحدات التاريخية الأولى في دوري أبطال آسيا، والتي عاد منها المارد الأخضر” مرفوع الرأس”، بعروض مشرفة لممثل الكرة الأردنية، والذي حل ثالثا في مجموعته الرابعة –الحديدية- برصيد 7 نقاط، والتي ضمت ايضا فرق النصر السعودي المتصدر (11) نقطة، السد القطري الثاني (10) نقاط، وفولاذ الإيراني المركز الأخير برصيد (5) نقاط، وقدم عروضا وخرج بنتائج ، لن تمحى من ذاكرة البطولة الأقوى، على صعيد الأندية الأبطال في آسيا.
عروض تسحر الألباب
نجد أن ما قدمه فريق الوحدات كبير، وثري من النواحي الفنية والتكتيكية، بما يؤكد أن “المارد الأخضر” ولد كبيرا في بطولة الكبار، اذا ما قورن بما تقدم للفريق، الذي افتقد دعم مظلته اتحاد الكرة، سواء من الناحية المادية، وحتى المعنوية اذ لم يبدي الاخير تعاونا في تسهيل استعداد الفريق، وتركه من دون لاعبيه الدوليين، مع بدء العد التنازلي للبطولة الأقوى لممثل الكرة الأردنية، وألقت الظروف المالية بظلالها على الفريق الوحداتي، الذي دفعه لإلغاء معسكريه الخارجي والداخلي ، وذهب الى السعودية منقوص الجهوزية، وتقدمته رهبة فوارق الامكانات الفنية والمالية، التي تصب في مصلحة فرق مجموعته الحديدية.
العروض الوحداتية المقنعة والواقعية، بدأت من مواجهة النصر السعودي ذهابا، ذلك الفريق الذي يحمل في ذاكرته الخسارة أمام الوحدات بنتيجة 1-2، في دوري ابطال العرب 2007، والمدجج بالنجوم السعوديين والاجانب، لم تقوى على فعل شيء، أمام التنظيم الدفاعي الوحداتي المثالي، والذي قدمه رغم قصر مدة التعود على نهجه، المدير الفني عبدالله أبوزمع ، وابدى “المحاربون” قدرة كبيرة على تطبيقة، وتركيزا عاليا على تنفيذ المهام والوجبات، وإغلاق ملعبه من وسط الملعب، وعدم ترك الثغرات أمام المنافسين، ورغبة الظهور الهجومي كانت حاضرة بالارتداد وصنع الفرص الخطرة لاسيما كرة أحمد زريق، ليخطف الوحدات نقطة ايجابية، ميزها الحضور الذهني والتكتيكي المثالي، عبر التشكيلة المتوازنة التي قدمها ابوزمع، بقالب دفاعي ومقاومة هجومية، جسدتها الاسماء أحمد عبدالستار، طارق خطاب، يزن العرب، فراس شلباية، أحمد إلياس(رجائي عايد)، فادي عوض، أحمد ثائر، أحمد سمير (صالح راتب)، سوني سعد (أنس العوضات)، احمد زريق، وعبدالعزيز نداي (خالد عصام)، ليبدأ الوحدات الحوار التنافسي المحتدم بنقطة التعادل بنتيجة 0-0 أمام النصر، علما أن الوحدات افتقد خبرة الدولي الدميري في هذه المباراة لمواصلة تأهيله، وتعرض الظهير الأيمن فراس شلباية للاصابة التي منعته من الظهور في المباراة التالية، إلا ان حلول ابوزمع كانت حاضرة بالأوراق البديلة، او التكتيك على أرض الملعب.
اذا “شرارة” النصر التي اشعلت الحضور الوحداتي في البداية، وصل وهجها الى اعلى الدرجات أمام النصر مجددا، من خلال مواجهة الإياب، والذي أقنع فيها أبوزمع بقراءته، ورموز تشكيلته المتوازنة دفاعيا وهجوميا، والتي شهدت عودة المدافع الدولي وقائد الفريق محمد الدميري، والذي تم توظيفه في مركز جديد، في مشهد من الذكاء الفني للكابتن ابوزمع، لتعويض غياب يزن العرب الموقوف، الى جانب الحارس الشاب المبدع عبدالله الفاخوري، طارق خطاب، محمد الدميري، أحمد إلياس، أحمد ثائر، رجائي عايد (أحمد طنوس)، أحمد سمير، صالح راتب(نداي)، أحمد زريق، خالد عصام (منذر ابوعمارة)وسوني سعد(فادي عوض) ، ولعل المتمعن بدقة بين سطور الاسماء، وتفاصيلها التكتيكية، سواء في الخبارات الاساية والاوراق البديلة، يلمح الشكل الوحداتي المقنع، والذي امتد رجالات يرسمون بالكرة، لوحة وحداتية تاريخية، تميزت بالانضباط الدفاعي والوجه الهجومي الصاخب لفريق الوحدات، الذي ضرب النصر بقوة، محققا الفوز التاريخي الاول بهدفي أحمد زريق ونداي، واضاع الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، رافعا رصيده الى النقطة 4 ، وتقدم خطوة مهمة على سلم ترتيب المجموعة الرابعة.
وتطويع الـ”الفولاذ” الأيراني، من اجمل المهام الوحداتية في البطولة القارية، وذلك من خلال الجولة السادسة والاخيرة في دور المجموعات، وإن كان الوحدات خارج حسابات التأهل، إلا أن رجال الوحدات كتبوا صفحة جديدة بحروف ذهبية في المشاركة التاريخية، تقدمهم الالتزام والانضباط وفق الرسم التكتيكي للبارع أبوزمع، والذي نوع في خياراته الدفاعية والهجومية، وفق قراءة لاجزاء المباراة بالتكتيك على ارض الملعب، والتحول التكتيكي في ملعبه، والذي اظهرته خياراته التي ضمت كلا من عبدالله الفاخوري، يزن العرب، دانيال عفانة، أحمد ثائر، محمد الدميري، فادي عوض، رجائي عايد (أحمد إلياس)، صالح راتب (أحمد سمير)، أحمد زريق (أحمد هشام)، أنس العروضات (إبراهيم الجوابري)، وسوني سعد (نداي)، ولم يأبه للسيطرة الايرانية والتي فرضها اسلوب الوحدات، والذي خطف هدف الفوز من تفاصيل صغيرة، وبهجمة مرتدة سريعة من لمستين كما اراد، عبر عرضية العوضات ورأسية سوني سعد، محققا الفوز التاريخي الثاني للوحدات بنتيجة 1-0 آخر المطاف، مودعا البطولة وسط كلمات الاطراء والاشادة، ونقش اسم الوحدات ممثل الكرة الأردنية، بحروف ذهبية في الذاكرة الاسيوية، ووصل الى النقطة السابعة، التي قدمته الى المركز الثالث في نهاية مشوار الوحدات الآسيوي.
“شكلين بحكي”
على خلاف الكلمة المعهودة لعقيد باب الحارة “ابوشهاب” وقوله المشهور “شكلين ما بحكي”، فإن عقيد الوحدات المدير الفني عبدالله أبوزمع قال: “شكلين بحكي”، والمقصود تقديمه الفريق بشكلين مهمين في كرة القدم الحديثة، وكما فردنا السطور اعلاه عن الشكل الهجومي وكيفية تحصيل الوحدات الـ7 نقاط، نعود الى الشكل الدفاعي، والعمل الكبير الذي قدمه أبوزمع في هذا الجانب، والمرونة والإلتزام في تطبيقها طيلة المباراة، واضعا نصب عينيه اللعب على إمكانات لاعبيه مقارنة بإمكانات المنافسين، مع الاخذ بعين الاعتبار بأن فريق الوحدات ارتفع مؤشر جاهزيته البدنية كثيرا في هذه البطولة، وهو ما منح اللاعبين قدرة التكيف التكتيكي وأداء الشكلين الدفاعي والهجومي بحرفية عالية، أشاد بها المتابعين والمحللين والمدراء الفنيين للفرق المنافسة، لاسيما الاسباني تشافي، البرازيلي مينيز الذين صفقوا كثيرا للوحدات، ولم يخفوا اعجابهم بما قدمه “المارد الأخضر” طيلة منافسات البطولة.
الشكل الدفاعي المنظم للوحدات ظهر كما اسلفنا منذ مباراة النصر السعودي بالذهاب، امتد به الوحدات مواصلا تنظيمه العالي أمام فولاذ الايراني في المباراة الثانية من مرحلة الذهاب، والتي تفسره اوراق تشكيلته التي اعطاها بعد هجوميا، بإشراك اوراق مؤثرة، نلحظها في خياراته التي ضمت كلا من أحمد عبدالستار، طارق خطاب، يزن العرب، أحمد ثائر،عبدالله ديارا(أحمد الياس) ، فادي عوض، أحمد سمير (رجائي عايد)، أحمد زريق، خالد عصام (أنس العوضات)، ابراهيم جوابري (صالح راتب)، والتي استمر فيها غياب الدميري، وتلقى ابوزمع ضربة موجعة بعدم قدرة فراس شلباية على المشاركة بسبب آلام اصابته خلال الاحماء، وتميز ابوزمع بتقديم الشكلين الدفاعي والانضباط التكتيكي بالشوط العالي، لولا خطا ركلة الجزاءبحق ديارا المشكوك بصحتها، ليسجل البرازيلي شيبما هدف المباراة الوحيد، الا ان العمل والفكر الهجومي في تكتيك ابوزمع، من خلال تبديلاتها ذات التحول المرن هجوميا، حضر في الحصة الثانية التي دانت فيها السيطرة وحداتية، واضاع فيها المهاجمون العديد من الفرص السانحة للتعديل.
وتكرر الشكل الدفاعي الوحداتي أمام السد القطري ذهابا، بالخيارات الفنية كلا من أحمد عبدالستار، طارق خطاب، يزن العرب، فراس شلباية(صالح راتب)، أحمد ثائر، أحمد إلياس، فادي عوض (رجائي عايد)، أحمد سمير، أنس العروضات (خالد عصام)، أحمد زريق (منذر أبوعمارة)وعبدالعزيز نداي (سوني سعد)، مفتقدا اوراقه في استمرار غياب الدميري، وإشراك فراس شلباية متعاليا على اصابته، إلا أن الحلول حاضرة بالخيارات البديلة، وما قدمته الأرواق الوحداتية المثيرة لاسيما “الجواكر” أحمد ثائر وأحمد الياس وفادي عوض، وقدم الوحدات شكلا دفاعيا مقبولا، وميزه بمسحة هجومية سلبت عقل تشافي الذي قال: “رأينا وحدات مختلف بالشوط الثاني”، الا ان الاخطاء كانت حاضرة لاسيما بهدفي بونجاح د.2 وكازورلا د.9 وحسن الهيدوس د.25، ورغم ان الوحدات سجل بركلة جزاء عن طريق احمد سمير، الا ان اهدار نداي وخالد عصام والعرب لفرص سانحة، صعبت المهمة ليخسر الوحدات بنتيجة 1-3.
وأكد أبوزمع مقولة “شكلين بحكي”، من خلال مباراته امام السد الأولى في انطلاق مرحلة الإياب، وقدم شكلا انيقا للفريق الوحداتي، موازنا في الشقين الدفاعي والهجومي، حين اشرك : السد المنيع الجديد عبدالله الفاخوري، الى جانب طارق خطاب، يزن العرب، فراس شلباية(أحمد ثائر)، أحمد إلياس(دانيال عفانة)، رجائي عايد، أحمد سمير،خالد عصام (أحمد زريق)، إبراهيم الجوابري(منذر أبوعمارة)، صالح راتب (سوني سعد) وعبدالعزيز نداي، واربك من خلالها حسابات تشافي، واتضح مدى تسلح لاعبي الوحداتي بالفكر الميداني العالي، والتنظيم الدفاعي المثالي، ليتسبب خطأ الحكم الماليزي امورال بإرباك الحسابات، عندما احتسب ركلة جزاء مشكوك في صحتها، ضد يزن العرب ولصالح بونجاح، ترجمها الاسباني كازورلا، وكتب الوحدات سطورا هجومية مضيئة، واجبر السد على التراجع عندما اقترب مرارا من التعديل، الا ان اندفاع الوحدات وفقدان ورقة العرب المطرود، رغم معالجتها من قبل ابوزمع بالبدائل التكتيكية، الا ان اندفاعه الهجومي كلفه الهدف الثاني عن طريق علي أسدي، ليفوز السد 2-0، ويكسب الوحدات احتراما جديدا لقدراته وامكاناته، مؤكدا العمق الفني الكبير للمدير الفني ابوزمع، والقدرة على تقديم الشكلين الدفاعي والهجومي بإتقان مقبول الى حد كبير من قبل لاعبيه.
“أضواء وحداتية”
المداورة أسلوب فني وتكتيكي، لجأ اليه المدير الفني لفريق الوحدات عبدالله ابوزمع، للتعامل مع ضغط المباريات، وثقلها التكتيكي المضاعف، والذي يفرض على اللاعبين جهود إضافية، فضلا عن التعامل مع الاصابات ومستجدات الاصابات، لكن “رب ضارة نافعة”، فالمداورة رغم ثقل المنافسات مع أفضل الأندية العربية والآسيوية، قدمت حقائق جديدة للمدير الفني أبوزمع، عن “جواهر” وأوراق فنية في خياراته الفنية.
ونجد “الجوكر” أحمد ثائر من أبرز الجواهر الوحداتية الثمينة في البطولة الآسيوية، حين اجاد اللعب في دور الارتكاز الدفاعي، وتعويض غياب محمد الدميري وقت اصابته في الظهير الأيسر، وتعويض ايضا غياب فراس شلباية في الظهير الأيمن، وتوازيها حضور حارس المرمى الشاب عبدالله الفاخوري، الذي اعاد الى الأذهان “كاريزما” السد المنيع عامر شفيع، واستحق معها لقب رجل المباراة في اللقاء الأخير أمام فولاذ الإيراني، فضلا عن القيمة الدفاعية لـ”كانتي” -فادي عوض- في منطقة العمليات –اللاعب مركز 5″، ومفعول التحولات الهجومية التي يضيفها رجائي عايد –المركز 6-، صالح راتب وأحمد سمير بالمركز 9، الى جانب اكتشاف مهارات الاجنحة وتأدية دور المهاجم الخفي، لاسيما احمد زريق، خالد عصام، منذر ابوعمارة، ابراهيم الجوابري، وأنس العوضات، والقيمة الفنية للمحترفين زريق، سوني سعد وانداي، والمعدن الأصيل الذي يضاف لجودة ما يصنع بالوحدات في تشكيلة الوحدات، حين قدمت امكانات الشاب دانيال عفانة في مركز قلب الدفاع عوضا عن خطاب المجهد، وكذلك الشاب احمد طنوس الذي كان ضمن الخيارات البديلة في احدى المباريات.
وتستمر الأضواء الوحداتية في البطولة القارية، وذلك عندما ظهرت نجومه في تشكيلات الاتحاد الآسيوي لفريق الجولة، والتي اقتحمها طارق خطاب، واحمد ثائر أولا، ثم دشنها الرباعي عبدالله الفاخوري، أحمد ثائر، أحمد سمير وأحمد زريق، واختير لاعبيه الفاخوري وزريق بصفة “رجل المباراة”، ونافس نداي على لقب هداف الجولة، على هدف الملعب والمتقن برأسية غاص وراءها في شباك النصر مسجلا الهدف الثاني.
ولعل كلمات الاطراء التي لم تنتهي طيلة المشاركة الآسيوية للوحدات، سواء من تصريحات المدراء الفنيين المنافسين، وما حملته تغريدة الاتحاد الآسيوي على “تويتر”، وكذلك تغريدة المعلق السعودي عبدالله الغامدي على “تويتر” ايضا، وكلمات الاشادة من المحليين والنقاد والمتابعين والاعلاميين العرب والمحليين، يؤكد أن الوحدات ودع البطولة القارية بهيبة المنتصر، وأكد الحضور المشرف للكرة الأردنية، وقدم رسائل مزعجة الى المنافسين في المسابقات المحلية.