“المشي”…رياضة حضارية وتعزز قدرة جهاز المناعة للإنسان
أظهر قانون فرض حظر التجول ضمن قانون الدفاع المفروض حاليا على المواطنين، وفقا للاجراءات الحكومية الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، رياضة المشي قاسما مشتركا بين جميع أفراد الشعب الأردني، حين نص على رفع الحظر عن المواطنين من الساعة العاشرة صباحا الى السادسة مساءً، وسمح لهم التزود بحاجياتهم مشيا على الأقدام، من دون استخدام مركباتهم، وكأنه نص ضمنيا على تفعيل رياضة المشي.
ويسرك المنظر حين ترى المواطنين، يسيرون كبارا وصغارا، نساء ورجال على أقدامهم، في مشهد افتقدناه طويلا إلا ما ندر، في زحمة المواصلات وتكاثر السيارات، فيما فرضت الظروف الحالية التي يعيشها الوطن عودة جميع أفراد المجتمع الى ممارسة رياضية المشي، ومنحهم فرصة مثالية لممارسة واحدة من أكثر الرياضات حضارية، ومثالية لصحة الإنسان.
ولأهمية رياضة المشي في حياة الإنسان، قامت الكثير من الدول المتقدمة، عربيا وعالميا بتخصيص أماكن لممارسة هذه الرياضة التي لها فوائدها الصحية، والنفسية والبدنية للانسان، وغالبا ما لفت الأنظار المشاهد الحضارية لممارسة رياضة المشي، في اماكن مخصصة لها، تتسم برسم صور رائعة صباحا ومساء، من شأنها أن تشجع الكثيرين على ممارسة هذه الرياضة السهلة والمهمة لصحة الإنسان، ولعل هذه المشهد يعيد إلى الأذهان، تخصيص الغابة الرياضية في مدينة الحسين للشباب، لممارسة هذه الرياضية افرادا وجماعات، والتي انتقلت حاليا بفعل الظروف الحالية، الى كل شوارع مناطق المملكة، في منظر يبعث الارتياح بالنفس.
وعلميا، اثبتت الدراسات ونصائح الاطباء، ان لرياضة المشي فوائد صحية كبيرة للإنسان، من شأنها أن تقدم له العلاج بأقل التكاليف، حين وجد ان هذه الرياضة السهلة-المشي- والتي تتلخص بحركة الأقدام لتحريك الجسم والانتقال من مكان إلى آخر، ولعل من اهمها والذي يحتاجه كل واحد منا حاليا، سيما في مواجهة “كوفيد 19” ، بتعزيز جهاز المناعة للإنسان، الى جانب تنشيط الدورة الدموية في الجسم، والتقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وتقليل الرغبة في تناول السكريات، خسارة الوزن الزائد، ويتصدى لآثار الجينات المعززة للوزن، والتخفيف من الآلام المرتبطة بالتهاب المفاصل، ومحاربة الانفلونزا والرشح والزكام، وتحريك عضلات الجسم، ويساعد على تغذية خلايا وأنسجة المخ، وشد عضلات البطن، وحرق الدهون المختزنة في الجسم، ويمنح الإنسان الاسترخاء، ويخفف الضغط النفسي والاكتئاب، وتعزيز إفراز هرمونات السعادة في الجسم.
واقتصاديا، نتوقف عند رياضة المشي، فيما لو أضحت سلوكا لدى ابناء المجتمع الأردني، نجد انها لها فوائد اقتصادية ايجابية، منها تقليل استخدام المركبات بالتنقل، مما يخفف من الازدحام المروري اليومي، الذي يخنق شوارع مختلف مناطق المملكة، كما ان المشي سيوفر في قيمة فاتورة استخدام الوقود والطاقة لدى كافة المواطنين، ليشكل المشي رياضة حضارية، ويقدم فوائد صحية واقتصادية لأبناء أردننا الغالي.